في العصر الحديث، تتعرض الثقافة والشخصية لتأثيرات متزايدة نتيجة التحولات السريعة التي يشهدها العالم. وتشمل هذه العوامل العولمة، والتكنولوجيا، ووسائل الإعلام، والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل القيم الثقافية وأنماط الشخصية في المجتمعات المختلفة.
فَقُلْتُ لَهُمْ لَمَّا تَبَاهُوا بِقَوْلِهِمْ أَلَا فَاعْلَمُوا أَنَّ الشُّعُورَ هُوَ الشِّعْرُ
فالأفراد، من خلال اختلافاتهم الشخصية، يسهمون في التغيير الثقافي، ويؤثرون في كيفية تطور القيم والعادات والممارسات المجتمعية.
- تؤثر الثقافة في تشكيل الشخصية، حيث تحدد القيم الاجتماعية ما هو مقبول وما هو مرفوض في سلوك الأفراد.
- تساهم التكنولوجيا في تعزيز أنماط التفكير الحديثة، والاستقلالية في اتخاذ القرارات، والانفتاح على الثقافات الأخرى.
- تساهم الشخصية في تفسير الثقافة والتفاعل معها، حيث يستجيب الأفراد للثقافة بشكل مختلف بناءً على نور خصائصهم الفردية.
لذلك، من الضروري تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي لمواجهة التأثيرات السلبية لهذه العوامل، من خلال دعم التعليم، والإعلام المسؤول، والتفاعل الاجتماعي المتوازن.
يصنف الأخصائيين الاجتماعيين الثقافة لنوعين من الجوانب متعلقين ببعضهما، وهما كما يلي:
تُغَرِّدُ كَالطَّيْرِ أَيْنَ انْدَفَعْتَ وَتَشْدُو بِمَا شَاءَ وَحْيُ الْإِلَه
- ساعدت التكنولوجيا في نشر المعرفة والثقافة بسرعة كبيرة، مما أتاح للأفراد فرصة أكبر للاطلاع على الثقافات الأخرى والتفاعل معها.
توجيه التنشئة الاجتماعية: تلعب الثقافة دورًا مهمًا نور الإمارات في توجيه عملية التنشئة الاجتماعية، والتي تشمل تعلم القواعد الاجتماعية والمهارات اللازمة للتفاعل مع الآخرين.
وهو: “الثقافة هي التي تمنح الإنسان قدرته على التفكير في ذاته، ما يجعل منه كائنا يتميز بالإنسانية المتمثلة في القدرة على النقد البناء المعتمد على المعرفة والإدراك والمقرون بالالتزام الأخلاقي، ومن خلال الثقافة نهتدي إلى القيم ونمارس الاختيار، وهي وسيلة الإنسان للتعبير والبحث عن مدلولات جديدة”.
فقد سكن المغارة ولبس الجلود، و نراه الآن يبني ناطحات السحاب، ويحول المعادن إلى مصنوعات تبهر من النانو إلى ريادة الفضاء.
يتناول هذا الكتاب العلاقة بين الثقافة والشخصية، مع التركيز على كيفية تأثير المحددات الثقافية في تشكيل سمات الأفراد وسلوكياتهم.